الغرب يعتمد إساءة الرسول الكريم منهجا واستراتيجية - بقلم: د. يحي القزاز
نقلت صحيفة "دي تسايت" الألمانية عن وزير الداخلية الألماني دعوته لجميع الصحف الأوربية إلى نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم "محمد صلي الله عليه وسلم" تأكيدا لحرية الصحافة وصرح بأنه يحترم الصحيفة الدانماركية التي نشرت الرسوم المسيئة، ويقول أنه لا يجب أن يحدد غيرهم وما ينشر وما لا ينشر.
وعندما وصف نائب في البرلمان المصري الرئيس جورج دبليو بوش بأنه أحمق، طالب د.مفيد شهاب بحذف كلمة "أحمق" لاعتبارات دبلوماسية، واتفق معه د. سرور رئيس مجلس الشعب قائلا "إذا كان النائب لا يؤاخذ على أرائه تحت القبة إلا أنه يجب أن يراعى أخلاقيات المناقشة".
ما رأيكم يا من لكم عقول، زبانية النظام الحاكم في مصر ارتعدوا خوفا من جورج بوش وحذفوا كلمة "أحمق" فهل يرتعدوا لكرامة رسولهم الكريم ويصدرون قرارا خارقا يتناسب مع حجم الإساءة لرسول الكريم التى وجهها وزير الداخلية الألماني الذي هنا لا يعبر عن نفسه بل يعبر عن سياسة نظام.
تغاضيت ولم أكتب عن الرسوم السابقة المسيئة للرسول الكريم رغم تكراراها، واعتبرتها من باب الحرية عند الغرب أو قل من "بال "قلة الأدب" الفردية، أما وقد أتت من وزير داخلية وبشكل منهجي فهذا ما لا يجب السكوت عليه، وأعرف الفرق بين المسلمين وحركاتهم السياسية التي يجوز نقدها وبشدة، والإسلام كدين لا ينبغي الاقتراب منه لا غمزا ولا لمزا ولا همسا –من باب حرية المعتقدات- ولا يجوز التعرض بالإساءة لرسولنا الكريم فهو المبعوث رحمة وناشر هذا الدين والأسوة الحسنة لنا.
يبدو أن جورج بوش كان صادقا وصائبا عندما استعمل وصف الحروب الصليبية ضد المسلمين، ووصم المسلمين بالإرهاب، وهى كناية عن يستخدمها عن الدين الإسلامي الذي يعتبرونه إرهابيا. وحقيقة الفعل المنهجى من وزير الداخلية الألماني تؤكد صراحة أنها حرب على الدين الإسلامي ورسوله وهذا ما لا يمكن السكوت عليه، وإن استشهدنا جميعا جميعا وصارت الأرض أنهارا من الدم وخالية من البشر.
قد كفانا نوم واستخفاف وعلى الغرب أن يعرف أن هناك خطوطا حمراء، عليه بعدم تجاوزها هي ألله سبحانه وتعالي والإسلام ومحمد نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم.
خطورة ما حدث أنه فعل مهجى تعبير عن سياسة واستراتيجية غربية وليس تعبيرا عن فرد. فعلها بابا الفاتيكان وأساء للرسول صلى اله عليه وسلم وصمتنا وبلعنا المرارة، قبلها وبعدها نشر الرسوم المسيئة للرسول واعتبرناها أحوالا فردية وحرية سخيفة، أما ما فعله وزير الداخلية الألماني فهو فعل منهجي مقصود فلا رحمة ولا هوادة فيه، لتقم المظاهرات في جميع الدول الكارهة للتعدي على حرية الأديان، تقيم الدنيا ولا تقعدها، تحرق الأخضر واليابس، فمحمد لا يجب أن يهان مهما كان الأمر.
الاعتذار الألماني والالتفاف حول المعنى لا يكفي، بل قطع العلاقات معها ومع كل الدول التي تؤيدها ولم تستنكر الفعل وسحب السفراء من ألمانيا النازية ومن الدنمارك العفن.
انتفضوا يا ما تدعون الحرية وتدافعون عنها: هل من الحرية الاعتداء على معتقدات الآخرين؟ إنها حرب ضد الإسلام وليس ضد المسلمين ولا المتأسلمين، فمن المسلمين والمتأسلمين من هم أنصار الصهاينة من أمثال حسني مبارك ونظامه والملك عبدالله ملك السعودية وعبدالله ملك الأردن ومعظم الحكام العرب الذين لم ينتفضوا دفاعا عن دينهم.
اقطعوا العلاقات مع ألمانيا النازية التي تخشى التعرض لليهود وتستبيح محمد رسول الإسلام، لأن اليهود أقوياء في عقيدتهم ويستطيعون الدفاع عنها والمسلمين فرطوا في دينهم فاستباحهم أبناء العاهرات. أنا مسلم أعرف حدودي وحقوق الآخرين، لا أعتدي على حريات ومعتقدات أحد وأدافع عن حريات الآخرين ولا أجور عليهم، ولن أقبل الاعتداء على معتقداتي الإسلامية وإن كان الثمن حياتي وأولادي. اطردوا السفير النازي واقطعوا علاقتكم بألمانيا النازية فورا، ولا تنسوا نفس الفعل مع الدنمارك.
لبيك يا سيدي يا رسول الله.